"البوليساريو" تستغل ترشيح دول شمال إفريقيا للرئيس الموريتاني لترؤس الاتحاد الإفريقي لتسويق أن المغرب "اعترف" بها

بدأت تلوح في الأفق مؤشرات مساعي من جبهة "البوليساريو" الانفصالية، لكسب نقاط دبلوماسية في ملف ترشيح الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، لترؤس القمة المقبلة للاتحاد الإفريقي، إذ تروج الجبهة المدعومة من الجزائر أن الأمر يتعلق بقرار مشترك من دول شمال إفريقيا، جرى الاتفاق بشأنه بين ممثليها، بما في ذلك المغرب وممثل ما يسمى بـ"الجمهورية الصحراوية".

ويوم أمس الأربعاء، أكد وزير البترول والمعادن والطاقة، الناطق باسم الحكومة الموريتانية، الناني ولد اشروقه، بشكل ضمني، أن المغرب، إلى جانب الجزائر وتونس ومصر وليبيا وموريتانيا، رشحَ الرئيس ولد الشيخ الغزواني لترؤس الاتحاد الإفريقي، القائمة التي عجلت الجبهة الانفصالية بضم نفسها إليها، على اعتبار أنها "عضو" في الاتحاد الإفريقي، بل و"عميد" لدول شمال إفريقيا.

وجاء في قصاصة لوكالة الأنباء الموريتانية الرسمية نصا "في جوابه على سؤال حول تبني دول شمال إفريقيا لترشيح فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لرئاسة الاتحاد الإفريقي، أكد الناطق باسم الحكومة، صحة تلك المعلومات، غير أن فخامة الرئيس لم يعلن بعد عن ترشحه للمنصب المذكور".

والملاحظ أن القصاصة الرسمية لم تتحدث عن أي اجتماع بين ممثلي الدول المعنية، ولم تتطرق إلى مُجالسة ممثل المغرب لممثل جبهة "البوليساريو" على طاولة واحدة، لكن الجهة الذي تحدثت عن ذلك هي وكالة الأنباء المستقلة الموريتانية، وهي غير رسمية.

وجاء في مادة لوكالة "الأخبار" التي تصف نفسها بأنها "مستقلة" ما يلي "وكانت دول شمال أفريقيا، قد عقدت الجمعة الماضي اجتماعا تشاوريا في أديس أبابا حضره سفراء وممثلو الدول السبعة وهي: موريتانيا، والجزائر، ومصر، وليبيا، والمغرب، وتونس، والصحراء الغربية، وأجمعوا في ختامه على دعم اختيار موريتانيا ممثلة لإقليم الشمال لرئاسة الاتحاد لسنة 2024".

لكن أصل هذا المعطى هي جبهة "البوليساريو"، عبر ما تسميها "وكالة الأنباء الصحراوية"، التي زعمت عقد هذا الاجتماع على الرغم من عدم وجود أي بلاغ رسمي بشأنه من أي من الدول المذكورة، وهو الأمر الذي يدخل في إطار مساعها كسب "الشرعية" داخل أروقة الاتحاد الإفريقي، وإبراز نفسها كـ"دولة" تحظى بالاعتراف من لدن الجميع، بما في ذلك المغرب.

وجاء في قصاصة البوليساريو "أجمعت الدول الأعضاء في إقليم الشمال الأفريقي للاتحاد الافريقي، بعد مشاورات أجرتها ظهيرة الجمعة (9 فبراير 2024)، على اختيار الجمهورية الإسلامية الموريتانية، لتمثيل الإقليم كرئيسة دورية للاتحاد الأفريقي للسنة الحالية".

وتابعت القصاصة "شارك في الاجتماع التشاوري سفراء وممثلو دول الأقليم السبعة، برئاسة الجمهورية الصحراوية، التي تتولى عمادة الأقليم، وبحضور سفراء وممثلي كل من الجزائر، ومصر، وليبيا، وموريتانيا، والمغرب، وتونس، حيث أجمع ممثلو الدول بدون استثناء على دعم اختيار موريتانيا ممثلة لأقليم الشمال لرئاسة الاتحاد لسنة 2024".

وحاولت "الصحيفة" الحصول على رد رسمي بخصوص هذا الموضوع، حيث راسلت وزارة الخارجية المغربية، في ظل وجود وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، تمهيدا لانعقاد قمة الاتحاد الإفريقي المقررة يومي 17 و18 فبراير الجاري"، ولم نتوصل بعد بأي جواب.